|
|
________________

بعد إطلاق سراح جاويش ـ السيسي يتودد لشباب مصر
2/2/2016
كان لحديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع إحدى القنوات التلفزيونية المحلية صدى بين مؤيد ومنتقد له. واعتبر معارضون أن الخطاب الأبوي الذي ينهجه الرئيس لن ينفع في حل مشاكل مصر، خصوصا بالنظر إلى الخرق للحريات العامة
أثارت مكالمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، انقساما في الشارع المصري، بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة في الحياة السياسية المصرية. فالبعض يرى بأن هذا التوجه نابع من الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها بخصوص تراجع الحريات في مصر، والانتقادات التي أثارها توقيف فنان الكاريكاتير إسلام جاويش، صاحب فكرة صفحة "الورقة"، على الفيسبوك قبل اطلاق سراحه مجددا، بينما يرى البعض الأخر أن هذا التوجه للرئيس المصري نابع من حرصه على تدعيم الحريات في مصر وأنها محاولة من جانبه لإشراك الشباب في العمل المجتمعي
وكان الرئيس المصري قد ألمح للمذيع المصري عمرو أديب، في برنامج "القاهرة والناس" أن تعامل السلطات المصرية مع جاويش لم يكن صحيحا". وأضاف السيسي قائلا: " تم التعامل مع حالة جاويش بشكل معين، ثم اتضح أن الأمور لم تشر إلى أن هذا الشكل كان صائبا". إلا أن الرئيس المصري خفف من جريرة ما حصل وأكد بأنه" يوميا سوف نجد ضمن الـ 90 مليون مصري أمورا غير مريحة مثل حالة جاويش." واعتبر أن "هذه أمور طبيعية في دولة لا تزال في حالة ثورة منذ 5 سنوات، والأمور فيها لم تنضبط بعد". كما اعترف الرئيس المصري في مداخلته الهاتفية مع عمرو أديب ب "إخفاق نظام الحكم في مصر في التواصل والتفاهم مع الشباب
تهمة بخرق حقوق الملكية الفكرية
الباحث والخبير في الشؤون المصرية د. سعيد اللاوندي أوضح أن ما قام به الرئيس المصري يشكل تأكيدا لنهجه في "إشراك الشعب في الحكم، والتأكيد على مبدأ الحريات الذي يسعى له الرئيس"، وقال اللاوندي: "السيسي قال إنه لم يكن على علم بما قامت به السلطات الأمنية من اعتقال للشاب جاويش، وهو أمر مفهوم" على حد قول اللاوندي وتابع " هنالك العديد من كبائر الأمور التي ينشغل بها الرئيس الآن، وعندما علم بالموضوع فإنه تدخل لصالح الشاب المصري الذي تم اعتقاله
وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت جاويش المعروف برسومه الساخرة من الأوضاع السياسية والإجتماعية في مصر. وقالت السلطات إنه قبض على الرسام بتهمة "إدارة موقع الكتروني دون الحصول على ترخيص من الحكومة ومخالفة قانون حماية حقوق الملكية الفكرية بسبب استخدامه برامج حاسوب مقلدة." غير أن النيابة العامة أفرجت عنه لاحقا دون توجيه أي اتهامات له على ما يبدو
إسلام جاويش هو رسام كاريكاتير وكوميكس، وهو صاحب فكرة صفحة "الورقة" التي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبرز الصفحة مواقف عديدة من الحياة اليومية للمصريين في شكل رسوم كاريكاتيرية، أكثر من مليون ونصف مليون يتابعون منشورات "الورقة" على فيسبوك
المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أكدت في بيان صحفي نشر على موقعها الالكتروني الاثنين 1 شباط/فبراير2016 أن هذه الوقائع مثل القبض على صحفيين وإعلاميين، تعد "انتهاكا صارخا" لحرية الإبداع الفني والأدبي، وهي مكفولة بموجب الدستور المصري والمواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان
موجة سخرية بعد اعتقال الفنان
العديد من مقدمي البرامج المصريين علقوا على هذه الواقعة، حيث أدان بعضهم هذا الموقف، ومنهم عمرو أديب الذي قال في برنامجه القاهرة اليوم: "معندوش ترخيص للصفحة، هو من متى الفيسبوك عايز ترخيص للصفحة؟" محذرا من التداعيات السلبية لمثل هذه التصرفات التي تهين المواطن العادي. كما أثارت حادثة الاعتقال موجة سخرية كبيرة في أرجاء الشارع المصري، ورأى البعض أن الدولة خائفة من مجرد ورقة، كناية عن الاسم الذي يحمله الموقع
وكثرت في مواقع التواصل الاجتماعي الانتقادات للحكومة، حيث انتقد العديد من الشباب "التضييق حتى على المواقع الافتراضية"، كما طالب بعضهم الرئيس السيسي بإقامة العدل أولا قبل محاسبة الناس
"الخطابات الأبوية لن تجدي نفعا"
الناشطة الشبابية في حركة 6 أبريل اسراء عبد الفتاح أكدت أن "الخطاب الأبوي" الذي قدمه الرئيس المصري، "لن يجدي نفعا في تهدئة الشعب المصري، ولا ينفع في حل مشاكله". وقالت عبد الفتاح: "بدون أية إجراءات حقيقية على أرض الواقع، لن يأتي الخطاب الأبوي الذي ينهجه السيسي بأية نتائج"
وانتقدت الناشطة الشبابية المصرية تذمر الرئيس السيسي من سلطات بلاده في موضوع الفنان جاويش وقالت: "من الطبيعي أن ينتقد أي إنسان مصري الحكومة وتصرفاتها، أما أن ينتقد الرئيس عمل حكومته، فهو "أمر غير مفهوم" فالرئيس هو المسؤول عن تصرفات الحكومة، ومن الطبيعي أن يتخذ إجراءات بحق من يثبت تقاعسه أو فشله. ولاحظت أن الرئيس لم يتخذ أي إجراء وانتقد الحكومة على شاشة التلفزيون، وتساءلت المتحدثة: " هذا الانتقاد موجه لمن بالواقع؟". واعتبرت الناشطة الشبابية أن مؤشر حقوق الإنسان في مصر تراجع إلى الأسوأ منذ تولي عبد الفتاح السيسي الحكم
العديد من المنظمات الحقوقية المصرية والدولية تشكو من التضييق المتزايد في حرية التعبير في مصر منذ عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو عام 2013 من قبل الجيش بقيادة السيسي آنذاك بعد احتجاجات شعبية. واعتبرت أحزاب سياسية ونشطاء حقوقيون اعتقال جاويش اعتداء على حرية التعبير والرأي في مصر
من جهته أجاب الرئيس السيسي في مكالمته الهاتفية على الانتقادات بشأن اعتقال الفنان المصري إسلام جاويش أن مصر ألآن "تشهد مرحلة جديدة في إعادة البناء وذلك بعد 50 عاما من التردي بحسب قوله" وأضاف السيسي: "50 سنة من التردي تحتاج عادة إلى 50 سنة أخرى لإعادة البناء... ولكن إعادة البناء سوف تستغرق أقل من ذلك
2/2/2016
كان لحديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع إحدى القنوات التلفزيونية المحلية صدى بين مؤيد ومنتقد له. واعتبر معارضون أن الخطاب الأبوي الذي ينهجه الرئيس لن ينفع في حل مشاكل مصر، خصوصا بالنظر إلى الخرق للحريات العامة
أثارت مكالمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، انقساما في الشارع المصري، بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة في الحياة السياسية المصرية. فالبعض يرى بأن هذا التوجه نابع من الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها بخصوص تراجع الحريات في مصر، والانتقادات التي أثارها توقيف فنان الكاريكاتير إسلام جاويش، صاحب فكرة صفحة "الورقة"، على الفيسبوك قبل اطلاق سراحه مجددا، بينما يرى البعض الأخر أن هذا التوجه للرئيس المصري نابع من حرصه على تدعيم الحريات في مصر وأنها محاولة من جانبه لإشراك الشباب في العمل المجتمعي
وكان الرئيس المصري قد ألمح للمذيع المصري عمرو أديب، في برنامج "القاهرة والناس" أن تعامل السلطات المصرية مع جاويش لم يكن صحيحا". وأضاف السيسي قائلا: " تم التعامل مع حالة جاويش بشكل معين، ثم اتضح أن الأمور لم تشر إلى أن هذا الشكل كان صائبا". إلا أن الرئيس المصري خفف من جريرة ما حصل وأكد بأنه" يوميا سوف نجد ضمن الـ 90 مليون مصري أمورا غير مريحة مثل حالة جاويش." واعتبر أن "هذه أمور طبيعية في دولة لا تزال في حالة ثورة منذ 5 سنوات، والأمور فيها لم تنضبط بعد". كما اعترف الرئيس المصري في مداخلته الهاتفية مع عمرو أديب ب "إخفاق نظام الحكم في مصر في التواصل والتفاهم مع الشباب
تهمة بخرق حقوق الملكية الفكرية
الباحث والخبير في الشؤون المصرية د. سعيد اللاوندي أوضح أن ما قام به الرئيس المصري يشكل تأكيدا لنهجه في "إشراك الشعب في الحكم، والتأكيد على مبدأ الحريات الذي يسعى له الرئيس"، وقال اللاوندي: "السيسي قال إنه لم يكن على علم بما قامت به السلطات الأمنية من اعتقال للشاب جاويش، وهو أمر مفهوم" على حد قول اللاوندي وتابع " هنالك العديد من كبائر الأمور التي ينشغل بها الرئيس الآن، وعندما علم بالموضوع فإنه تدخل لصالح الشاب المصري الذي تم اعتقاله
وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت جاويش المعروف برسومه الساخرة من الأوضاع السياسية والإجتماعية في مصر. وقالت السلطات إنه قبض على الرسام بتهمة "إدارة موقع الكتروني دون الحصول على ترخيص من الحكومة ومخالفة قانون حماية حقوق الملكية الفكرية بسبب استخدامه برامج حاسوب مقلدة." غير أن النيابة العامة أفرجت عنه لاحقا دون توجيه أي اتهامات له على ما يبدو
إسلام جاويش هو رسام كاريكاتير وكوميكس، وهو صاحب فكرة صفحة "الورقة" التي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبرز الصفحة مواقف عديدة من الحياة اليومية للمصريين في شكل رسوم كاريكاتيرية، أكثر من مليون ونصف مليون يتابعون منشورات "الورقة" على فيسبوك
المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أكدت في بيان صحفي نشر على موقعها الالكتروني الاثنين 1 شباط/فبراير2016 أن هذه الوقائع مثل القبض على صحفيين وإعلاميين، تعد "انتهاكا صارخا" لحرية الإبداع الفني والأدبي، وهي مكفولة بموجب الدستور المصري والمواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان
موجة سخرية بعد اعتقال الفنان
العديد من مقدمي البرامج المصريين علقوا على هذه الواقعة، حيث أدان بعضهم هذا الموقف، ومنهم عمرو أديب الذي قال في برنامجه القاهرة اليوم: "معندوش ترخيص للصفحة، هو من متى الفيسبوك عايز ترخيص للصفحة؟" محذرا من التداعيات السلبية لمثل هذه التصرفات التي تهين المواطن العادي. كما أثارت حادثة الاعتقال موجة سخرية كبيرة في أرجاء الشارع المصري، ورأى البعض أن الدولة خائفة من مجرد ورقة، كناية عن الاسم الذي يحمله الموقع
وكثرت في مواقع التواصل الاجتماعي الانتقادات للحكومة، حيث انتقد العديد من الشباب "التضييق حتى على المواقع الافتراضية"، كما طالب بعضهم الرئيس السيسي بإقامة العدل أولا قبل محاسبة الناس
"الخطابات الأبوية لن تجدي نفعا"
الناشطة الشبابية في حركة 6 أبريل اسراء عبد الفتاح أكدت أن "الخطاب الأبوي" الذي قدمه الرئيس المصري، "لن يجدي نفعا في تهدئة الشعب المصري، ولا ينفع في حل مشاكله". وقالت عبد الفتاح: "بدون أية إجراءات حقيقية على أرض الواقع، لن يأتي الخطاب الأبوي الذي ينهجه السيسي بأية نتائج"
وانتقدت الناشطة الشبابية المصرية تذمر الرئيس السيسي من سلطات بلاده في موضوع الفنان جاويش وقالت: "من الطبيعي أن ينتقد أي إنسان مصري الحكومة وتصرفاتها، أما أن ينتقد الرئيس عمل حكومته، فهو "أمر غير مفهوم" فالرئيس هو المسؤول عن تصرفات الحكومة، ومن الطبيعي أن يتخذ إجراءات بحق من يثبت تقاعسه أو فشله. ولاحظت أن الرئيس لم يتخذ أي إجراء وانتقد الحكومة على شاشة التلفزيون، وتساءلت المتحدثة: " هذا الانتقاد موجه لمن بالواقع؟". واعتبرت الناشطة الشبابية أن مؤشر حقوق الإنسان في مصر تراجع إلى الأسوأ منذ تولي عبد الفتاح السيسي الحكم
العديد من المنظمات الحقوقية المصرية والدولية تشكو من التضييق المتزايد في حرية التعبير في مصر منذ عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو عام 2013 من قبل الجيش بقيادة السيسي آنذاك بعد احتجاجات شعبية. واعتبرت أحزاب سياسية ونشطاء حقوقيون اعتقال جاويش اعتداء على حرية التعبير والرأي في مصر
من جهته أجاب الرئيس السيسي في مكالمته الهاتفية على الانتقادات بشأن اعتقال الفنان المصري إسلام جاويش أن مصر ألآن "تشهد مرحلة جديدة في إعادة البناء وذلك بعد 50 عاما من التردي بحسب قوله" وأضاف السيسي: "50 سنة من التردي تحتاج عادة إلى 50 سنة أخرى لإعادة البناء... ولكن إعادة البناء سوف تستغرق أقل من ذلك

الخمر يتسبب بإلغاء مأدبة غداء لروحاني في فرنسا
29/1/2016
أفادت تقارير إعلامية بأن مأدبة الغداء بين رئيسي فرنسا وإيران لم تتم بسبب رفض باريس الامتناع عن تقديم الخمر أثناء الغداء الرسمي.وذكرت صحيفة "إندبندت" البريطانية أن الإيرانيين طلبوا من الجانب الفرنسي تقديم مأكولات حلال والامتناع عن تقديم مشروبات كحولية، إلا أن الفرنسيين أصروا على الالتزام بقيم الجمهورية وقائمة المأكولات الأوروبية التقليدية والخمر.
واقترح قصر الإليزيه في النهاية تحضير مأدبة إفطار بدلا من الغداء، لكن طهران رفض هذا الاقتراح، معتبرة إياه رخيص
29/1/2016
أفادت تقارير إعلامية بأن مأدبة الغداء بين رئيسي فرنسا وإيران لم تتم بسبب رفض باريس الامتناع عن تقديم الخمر أثناء الغداء الرسمي.وذكرت صحيفة "إندبندت" البريطانية أن الإيرانيين طلبوا من الجانب الفرنسي تقديم مأكولات حلال والامتناع عن تقديم مشروبات كحولية، إلا أن الفرنسيين أصروا على الالتزام بقيم الجمهورية وقائمة المأكولات الأوروبية التقليدية والخمر.
واقترح قصر الإليزيه في النهاية تحضير مأدبة إفطار بدلا من الغداء، لكن طهران رفض هذا الاقتراح، معتبرة إياه رخيص

المسيحيون المضطهدون في إيران والبحث عن الأمل الضائع
27/1/2016
بعد الاتفاق النووي مع إيران رفع الغرب عقوباته ضد الجمهورية الإسلامية. فهل تكون هذه بداية الأمل للمسيحيين المضطهدين في إيران كي تتحسن ظروفهم؟ أمر غير متوقع كما يقول الخبراء. فما هي أبرز خروقات إيران ضد مسيحييها؟
في إطار مشاركته بمنتدى اقتصادي إيطالي - إيراني في روما، سيزور الرئيس الإيراني حسن روحاني الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس. ومن بين أهم المواضيع المطروحة سلفا للنقاش بين الجانبين وضعية حقوق الإنسان في الجمهوية الإسلامية، وخاصة حقوق الأقلية المسيحية هناك. وتقدر الإحصائيات الرسمية نسبة المسلمين بإيران ب 98 بالمئة، فيما يلبغ عدد المسيحيين 90 ألف شخص. غير أن المنظمة الخيرية الكاثوليكية تقدر أعدادهم بأكثر من ذلك. ومن جانبها ترى منظمة حقوق الإنسان "الأبواب المفتوحة" أن عددهم يصل إلى 500 ألف مسيحي من طوائف مختلفة كالبروتستانتية، الرسولية الأرمنية، والآشورية، والكلدانية. ووفقا لتقديرات الكنيسة الكاثوليكية يصل عدد المنتمين إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية إلى 15 ألف شخص
الشعائر الدينية ممنوعة بالفارسية
ويصف ماركوس روده، الخبير في الشؤون الإيرانية لدى منظمة "الأبواب المفتوحة"، وضع المسيحيين الإيرانيين ب"المأساوي جدا". ويضيف ماركوس روده، أن وضع المسلمين الذين اعتنقوا المسيحية "أسوأ بكثير"، بسبب تعرضهم "لمتابعة شديدة" من قبل السلطات. ويتم الزج بالكثير منهم في السجون، كما يتعرضون للتعذيب أو للإعدام لأسباب واهية. أما الطوائف الأرمنية والآشورية فرغم أنها تمارس شعائرها تحت مراقبة الشرطة والمخابرات، ولكن تلك الشعائر لا يجب أن تقام إطلاقا باللغة الفارسية. فالسلطات الإيرانية تمنع تداول كل أنواع الكتب المسيحية باللغة الفارسية، بهدف منع العمل التبشيري. وبالنسبة لماركوس روده فتلك الممارسات "ستؤدي بكل تأكيد إلى خنق الكنائس التقليدية". ونتيجة لذلك "لا يبقى أمام المسيحيين الإيرانيين المعنيين إلا إمكانية التواري عن الأنظار"، كما أن العديد منهم يجتمعون في كنائس منزلية صغيرة داخل البيوت لأداء شعائرهم الدينية
وضع محرج لمعتنقي المسيحية
ويروي ماركوس روده قصة أحد المسيحيين الإيرانيين من العاصمة طهران: "تم جذب الرجل في الشارع إلى داخل سيارة أجرة، وقيل له يجب عليك الآن أن تتخلى عن المسيحية وتعود إلى الإسلام أو تموت!". وضع مختطفو الرجل مسدسا على جبهته وضغطوا على الزناد. لكن المسدس لم يكن بداخله رصاص. وبعد عملية "الإعدام الوهمية في وضح النهار"، زُج به في أحد السجنون في طهران، وتعرض للتعذيب عبر إحراق جسمه بالسجائر. وفي الأخير دفع أقاربه الكثير من المال كفدية من أجل إطلاق سراحه. وحاليا يعيش الرجل في ألمانيا لكن الخوف لا يفارقه من المخابرات الإيرانية التي لها ذراع طويلة
على نحو مشابه لما وصفه ماركوس روده، يعتبر ماتياس فوغت، باحث في علوم الإسلام ومستشار شؤون الشرق الأوسط لدى منظمة التبشير الكاثوليكي حالة المسلميين الذين اعتنقوا المسيحية بالحرجة جدا. فبسبب التهديد بالسجن، أو تنفيذ عقوبة الإعدام يُمنع المسلمون من اعتناق المسيحية. وحسب التصور الإيراني فحتى المسلمين الإيرانيين الذين اعتنقوا المسيحية يظلون مسلمين. كما لا يُسمح في إيران لأي مسلم أن يدخل إلى كنيسة مسيحية. ف"الضغط على الكنائس يبقى عالياً" على حد تعبير ماتياس فوغت في مقابلة مع ووصف الموقع الإلكتروني الكاثوليكي إيران بهذه "الدولة المستبدة". ومن جانبه وصف بيرتولد بيلستر، المتحدث باسم منظمة "مساعدة الكنائس المضطهدة"، إيران بأنها "دولة رقابة، ودولة بوليسية تحاول حجب كل ما ليس له علاقة بالثقافة الإسلامية الشيعية عن السكان"
لا يبقى أمام المسيحيين الإيرانيين إلا إمكانية التواري عن الأنظار أو الصلاة في كنائس صغيرة داخل البيوت هربا من الرقابة
شكوك في تحسن أوضاع حقوق الإنسان بعد الاتفاق النووي
ومن بين الأسئلة المطروحة في الوقت الحالي، هل سيؤثر الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران على الوضع السياسي الداخلي في طهران؟ فماركوس روده وماتياس فوغت يستبعدان حدوث تحسن مبكر في مجال حقوق الإنسان. من وجهة نظر غربية يبدو وكأن هناك "فرصة تاريخية" أمام إيران لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، كما يقول روده، الذي يضيف أن دافع إيران هو "المصالح الاقتصادية، لأنها بحاجة إلى الأسلحة، وبالتالي إلى توقيع اتفاق نووي مع (الشيطان الأكبر) الولايات المتحدة الأمريكية". وهذا لا يعني أنها ستتوقف عن اضطهاد المسيحيين الإيرانيين داخل البلاد. ورغم أن السلطات الإيرانية أطلقت مؤخرا سراح قسيسين مسيحيين، ولكنها اعتقلت في فترة أعياد الميلاد أعدادا أخرى من المسيحيين، وهو ما جعل فوغت يشكك في مساعي إيران لتحسين أوضاع حقوق المسيحيين
ماتياس فوغت من منظمة ميسيو الخيرية الكاثوليكية
ويعتبر الغرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي يبدأ أول رحلة له إلى أوروبا بعد عامين على توليه المنصب، "محط الآمال" لتحسين العلاقات بين إيران والغرب. ويرى العديدون أن روحاني نجح من خلال الاتفاق النووي مع الغرب في إخراج بلاده من عزلتها السياسية، ما سيفتح المجال أمام الانفتاح الاقتصادي. غير أن المحامية والناشطة الحقوقية الإيرانية الحاملة لجائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، لها رأي مخالف: "روحاني لا توجد لديه أي صلاحية أو سلطة". وأضافت عبادي خلال اجتماع مع منظمة التبشير الكاثوليكي بمدينة آخن بولاية وستفاليا شمال الراين، أن "السلطة توجد في يد المرشد الأعلى لوحده، والشريعة الإسلامية ذات التوجه الشيعي تتعالى على القانون الوضعي العلماني". أما ماركوس روده فينتقد تغير طريقة تعامل الغرب مع إيران بعد الاتفاق النووي: "لقد صُدمت لمّا رأيت كيف بدأ الغرب فجأة يجري وراء المشاريع الاقتصادية بدل استغلال المفاوضات من أجل حث إيران على الالتزام باحترام حقوق المسيحيين الإيرانيين
27/1/2016
بعد الاتفاق النووي مع إيران رفع الغرب عقوباته ضد الجمهورية الإسلامية. فهل تكون هذه بداية الأمل للمسيحيين المضطهدين في إيران كي تتحسن ظروفهم؟ أمر غير متوقع كما يقول الخبراء. فما هي أبرز خروقات إيران ضد مسيحييها؟
في إطار مشاركته بمنتدى اقتصادي إيطالي - إيراني في روما، سيزور الرئيس الإيراني حسن روحاني الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس. ومن بين أهم المواضيع المطروحة سلفا للنقاش بين الجانبين وضعية حقوق الإنسان في الجمهوية الإسلامية، وخاصة حقوق الأقلية المسيحية هناك. وتقدر الإحصائيات الرسمية نسبة المسلمين بإيران ب 98 بالمئة، فيما يلبغ عدد المسيحيين 90 ألف شخص. غير أن المنظمة الخيرية الكاثوليكية تقدر أعدادهم بأكثر من ذلك. ومن جانبها ترى منظمة حقوق الإنسان "الأبواب المفتوحة" أن عددهم يصل إلى 500 ألف مسيحي من طوائف مختلفة كالبروتستانتية، الرسولية الأرمنية، والآشورية، والكلدانية. ووفقا لتقديرات الكنيسة الكاثوليكية يصل عدد المنتمين إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية إلى 15 ألف شخص
الشعائر الدينية ممنوعة بالفارسية
ويصف ماركوس روده، الخبير في الشؤون الإيرانية لدى منظمة "الأبواب المفتوحة"، وضع المسيحيين الإيرانيين ب"المأساوي جدا". ويضيف ماركوس روده، أن وضع المسلمين الذين اعتنقوا المسيحية "أسوأ بكثير"، بسبب تعرضهم "لمتابعة شديدة" من قبل السلطات. ويتم الزج بالكثير منهم في السجون، كما يتعرضون للتعذيب أو للإعدام لأسباب واهية. أما الطوائف الأرمنية والآشورية فرغم أنها تمارس شعائرها تحت مراقبة الشرطة والمخابرات، ولكن تلك الشعائر لا يجب أن تقام إطلاقا باللغة الفارسية. فالسلطات الإيرانية تمنع تداول كل أنواع الكتب المسيحية باللغة الفارسية، بهدف منع العمل التبشيري. وبالنسبة لماركوس روده فتلك الممارسات "ستؤدي بكل تأكيد إلى خنق الكنائس التقليدية". ونتيجة لذلك "لا يبقى أمام المسيحيين الإيرانيين المعنيين إلا إمكانية التواري عن الأنظار"، كما أن العديد منهم يجتمعون في كنائس منزلية صغيرة داخل البيوت لأداء شعائرهم الدينية
وضع محرج لمعتنقي المسيحية
ويروي ماركوس روده قصة أحد المسيحيين الإيرانيين من العاصمة طهران: "تم جذب الرجل في الشارع إلى داخل سيارة أجرة، وقيل له يجب عليك الآن أن تتخلى عن المسيحية وتعود إلى الإسلام أو تموت!". وضع مختطفو الرجل مسدسا على جبهته وضغطوا على الزناد. لكن المسدس لم يكن بداخله رصاص. وبعد عملية "الإعدام الوهمية في وضح النهار"، زُج به في أحد السجنون في طهران، وتعرض للتعذيب عبر إحراق جسمه بالسجائر. وفي الأخير دفع أقاربه الكثير من المال كفدية من أجل إطلاق سراحه. وحاليا يعيش الرجل في ألمانيا لكن الخوف لا يفارقه من المخابرات الإيرانية التي لها ذراع طويلة
على نحو مشابه لما وصفه ماركوس روده، يعتبر ماتياس فوغت، باحث في علوم الإسلام ومستشار شؤون الشرق الأوسط لدى منظمة التبشير الكاثوليكي حالة المسلميين الذين اعتنقوا المسيحية بالحرجة جدا. فبسبب التهديد بالسجن، أو تنفيذ عقوبة الإعدام يُمنع المسلمون من اعتناق المسيحية. وحسب التصور الإيراني فحتى المسلمين الإيرانيين الذين اعتنقوا المسيحية يظلون مسلمين. كما لا يُسمح في إيران لأي مسلم أن يدخل إلى كنيسة مسيحية. ف"الضغط على الكنائس يبقى عالياً" على حد تعبير ماتياس فوغت في مقابلة مع ووصف الموقع الإلكتروني الكاثوليكي إيران بهذه "الدولة المستبدة". ومن جانبه وصف بيرتولد بيلستر، المتحدث باسم منظمة "مساعدة الكنائس المضطهدة"، إيران بأنها "دولة رقابة، ودولة بوليسية تحاول حجب كل ما ليس له علاقة بالثقافة الإسلامية الشيعية عن السكان"
لا يبقى أمام المسيحيين الإيرانيين إلا إمكانية التواري عن الأنظار أو الصلاة في كنائس صغيرة داخل البيوت هربا من الرقابة
شكوك في تحسن أوضاع حقوق الإنسان بعد الاتفاق النووي
ومن بين الأسئلة المطروحة في الوقت الحالي، هل سيؤثر الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران على الوضع السياسي الداخلي في طهران؟ فماركوس روده وماتياس فوغت يستبعدان حدوث تحسن مبكر في مجال حقوق الإنسان. من وجهة نظر غربية يبدو وكأن هناك "فرصة تاريخية" أمام إيران لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، كما يقول روده، الذي يضيف أن دافع إيران هو "المصالح الاقتصادية، لأنها بحاجة إلى الأسلحة، وبالتالي إلى توقيع اتفاق نووي مع (الشيطان الأكبر) الولايات المتحدة الأمريكية". وهذا لا يعني أنها ستتوقف عن اضطهاد المسيحيين الإيرانيين داخل البلاد. ورغم أن السلطات الإيرانية أطلقت مؤخرا سراح قسيسين مسيحيين، ولكنها اعتقلت في فترة أعياد الميلاد أعدادا أخرى من المسيحيين، وهو ما جعل فوغت يشكك في مساعي إيران لتحسين أوضاع حقوق المسيحيين
ماتياس فوغت من منظمة ميسيو الخيرية الكاثوليكية
ويعتبر الغرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي يبدأ أول رحلة له إلى أوروبا بعد عامين على توليه المنصب، "محط الآمال" لتحسين العلاقات بين إيران والغرب. ويرى العديدون أن روحاني نجح من خلال الاتفاق النووي مع الغرب في إخراج بلاده من عزلتها السياسية، ما سيفتح المجال أمام الانفتاح الاقتصادي. غير أن المحامية والناشطة الحقوقية الإيرانية الحاملة لجائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، لها رأي مخالف: "روحاني لا توجد لديه أي صلاحية أو سلطة". وأضافت عبادي خلال اجتماع مع منظمة التبشير الكاثوليكي بمدينة آخن بولاية وستفاليا شمال الراين، أن "السلطة توجد في يد المرشد الأعلى لوحده، والشريعة الإسلامية ذات التوجه الشيعي تتعالى على القانون الوضعي العلماني". أما ماركوس روده فينتقد تغير طريقة تعامل الغرب مع إيران بعد الاتفاق النووي: "لقد صُدمت لمّا رأيت كيف بدأ الغرب فجأة يجري وراء المشاريع الاقتصادية بدل استغلال المفاوضات من أجل حث إيران على الالتزام باحترام حقوق المسيحيين الإيرانيين